الاثنين، يناير ٢١، ٢٠٠٨

كلمات ليست كالكلمات



كما رددت الرائعة ماجدة الرومي في أغنيتها الشهيرة :( يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات) والمدقق
بالمعنى هنا سيعرف حتما أن الإنجذاب عائد بالدرجة الأولى إلى الكلمات وإلى أسلوب قائلها أكثر من أي أمور أو صفات قد تتوافر لدى هذا الشخص الذي راقصها ! أيبدو الأمر غريبا ؟ في الواقع أعتقد أن الشاعر كان صادقا جدا بذلك وتشعر بنات جنسي بذلك الصدق بشكل أكبر ربما من الرجال وإن كان إحتياج الجنسين إلى الكلام اللطيف والرقيق متساوي ...من وجهة نظري على الأقل .
بدأ الموضوع في إحدى جلسات الإستراحة من العمل التي جمعتني مع صديقاتي ( غير المتجانسات أبدا ) ودار بيننا دون قصد موضوع أهمية التعبير اللفظي عن الحب وبشكل خاص بين الزوجين ورغم أنني لم أحصل من الأغلبية منهن على إجابات شافية ومنطقية بل كان سيلا من التذمر والتحلطم اللذي كاد أن يطين حياتي ويسود عيشتي ويصرخ بوجهي بصوت عبدالحليم قائلا طريقك مسدود مسدود !
الغريب أنه رغم إختلاف صديقاتي على كثير من الأمور بحكم إختلاف شخصياتهن وأسلوب تفكيرهن الأمر الذي يجعلنا حين نلتقي نبدو كعلبة ماكنتوش كل واحدة منا تتكلم وهي تعي في كثير من الأحيان أن ما تقوله لن يسمعه سواها إلا أنهن إتفقن هذه المرة على رأي واحد وهو أن الرجال بشكل عام والكويتيين منهن بشكل خاص لا يهتمون بالتعبير عن الحب بالكلام ! وربما للوهلة الأولى كان رأيي مشابها لهن ولكن لأن الموضوع شغلني وأحببت أن أواصل التحقيق الفردي عنه على عينة مكونة من أفراد أسرتي والأقربين الأولى بالمعروف كي نفسح المجال لآراء أشخاص من أعمار وثقافات أخرى فكانت النتيجة كالتالي : بالفعل ووفق تجارب فعلية لعدد من النماذج غير المتجانسة أثبتت الدراسات التويتية أن الرجل الكويتي وربما الخليجي فقير في التعبير عن الحب بالكلام أسوة بغيره من رجال العرب كالمصري واللبناني مثلا ولكن السبب في كثير من الأحيان لا يعود للفقر بالمشاعر وإنعدام الأحاسيس بل لإن معظم الرجال الخليجيين لا يجيدون إستخدام الكلمات المعبرة عن الحب لأسباب عديدة قد ترجع إلى الواقع القاسي لمجتماعتنا التي لم تعرف وتتداول الكلام عن الحب كغيرها من المجتمعات الأكثر إنفتاحا أو لعدم التعود أو لإنفصال الجنسين في معظم الأمور الحياتية مما يشكل عائقا في فهم إحتياجات الآخر وخجلا من الإفصاح عن المشاعر ناهيك عن الإعتقادات المتخلفة التي لاتزال تزن بأذن الرجل الخليجي محذرة إياه من التفوه بكلمات الحب والإشتياق لزوجته أو كلمات الود والعرفان لشقيقته أو كلمات العطف والرقة لإبنته وفي الوقت ذاته تشجعه على الجرأة في كلام العشق والوله للخليلة والعشيقة !
التناقضات كثيرة في مجتمعاتنا ...تضرنا ولا تفيدنا فهل يعقل أننا من نتحدث اللغة العربية الغنية جدا بمفرداتها وأصحاب التاريخ العربي الحافل بأجمل الأشعار وأبلغها ومن نملك مخزونا هائلا من قصص وروايات العشق العربي نواجه عجزا في مخاطبة أحبائنا وأزواجنا بكلمات تقطر محبة وهيام !؟
ولماذا يحرص البعض حين يتعلم لهجة ما أو لغة أخرى غير لغته على تعلم معظم مفردات السب والشتم والإهانة والسخرية وغيرها من المفردات الوقحة ويغفل تعلم الكلمات الرومانسية !؟
المرأة الخليجية لا يسمح لها مجتمعها بالحب وإن أحبت فيجب عليها أن تخفي هذا العار وآثاره مما يحرمها التعبير عن مشاعرها بالكلام ملوحا لها بكلمة تكاد تكوي لسانها كلما مرت على مخيلتها وهي عيب ...لذا فمن المنطقي ألا تكون معتادة أو مدربة على قول كلام الغزل حتى بعد الزواج فيبقى العبء الأكبر على الزوج الذي تقع على عاتقه مهمة إشباع حاجة زوجته إلى سماع كلام الحب وتشجيعها لتبادله هي بدورها ذات الدور ...لا يوجد حبيب لا يحتاج لهمسة حب من حبيبه بل في كثير من الأحيان تنقذ الكلمة الحانية بيوتا من الإنفصال وتزيد الروابط بين المتخاصمين وتغسل الجفاء من قلوب المعاتبين , فكما يحتاج الرجل لكلمة عذبة تنسيه عناء يوم عمل شاق تحتاج المرأة لكلمة تشعرها بتقدير زوجها لها وإهتمامه بمشاعرها ولستم بحاجة لأذكر أن كثيرا من حالات الخيانة مردها إحتياج المرأة لكلام رقيق يعزز ثقتها بنفسها مما أدى إلى عواقب وخيمة استغل بها بعض النصابين ضحاياهم من النساء البائسات مستخدمين مهاراتهم في الكلام المعسول فقط . وكذلك للمرأة دور كبيرفي هذا الجانب فكما أسلفنا هناك رجال يتجنبون الخوض في هذا النوع من الكلام بسبب عدم التعود أو الخجل أو أو وهنا ينبغي على المرأة ألا تتصيد على زوجها محاولاته غير المتقنة فتضحك منها بدلا من تشجيعه أو تحرجه لأنها بهذه الحالة ستستحق أن يمتنع زوجها عن إسماعها كلمات الغزل والحب .


إليكم بعض العبارات التي حصلت عليها أثناء التحقيق في هذا الموضوع على سبيل المثال وهي تمثل إجابات لم تخلو من الكوميديا السوداء وطبعا العبارات الواردة تمثل وجهة نظر أصحابها وليس وجهة نظر المدونة :

خ : كل ما أقوله قوللي كلام حلو يقوللي : شنو احنى في فلم عربي !

أ : إذا سألت ريلي اتحبني قال :( اشرايج يعني مو إنتي أم عيالي)! ولما أحن عليه يقوللي كلام حب أقصى شي يطلع منه اهو :( يا بعد عمري اشرايج زين جذي ؟ )!!!!

ز : أستانس لما أحد يتحرش فيني بلبنان لما يتغزلون تسمعين : شو هالوش الحلو أو ملا طول بس أكره عمري لما أتمشى بالكويت ويلحقني واحد يعل قلبي لا وعين قوية يقوللي : على شنو شايفة نفسج !!! ياربي هذا يعني يبيني أعطيه ويه ماااااااااااااااالت أقووول

أم سالم : يحروووووووووووووني لما تلقين حدا هاللبنانيين يقول حق مرته : هيدي مرتي حبيبتي وإلا تأبريني وأنا ما أسمع منه إلا ويييييييييييييين الغداااا ؟ لي شفتوني منحاشة مع واحد من اللي يشتغلون بالمعلم لا تستغربون ! لوووول

ي : لما أقوله ليش ما تقوللي كلام حلو يقوولي : رهش هذا أحلى شي عندي !!

ب : ساعات أقوله ليش ما تناديني حبيبتي يرد : ماكو شغل ..حدج فاضية , عقلي من سوالف اليهالوه !!

إ : لو وحدة بنت ( طووووووووط) متعرف عليها جان ماظل كلمة ماقالها لها بس حق مرته حرام حرمت عيشته وعيشتها وعيشة كل واحد يخون مرته

أعزائنا الرجال وضعكم صعب والنتيجة شكلها مو في صالحكم وفي منافسة لبنانية شرسة عليكم فيرجى أخذ الحيطة والحذر اللهم إني بلغت اللهم فاشهد .
بقي المجال مفتوح لمن يود أن يعارض أو يؤيد ونرحب بذكر بعض الأمثلة أو الأساليب الناجحة من وجهة نظركم في هذه الحالات للمنفعة العامة


للتذكير فقط ...المرأة مخلوق سمعي وفي كثير من الأحيان تحتاج لتعزيز شعورها كإمرأة بالكلام حتى لو عادت بعدها إلى الطاولة ولاشيء معها إلا كلمات


الأربعاء، يناير ٠٢، ٢٠٠٨

2008

سنة جديدة ...بداية جديدة ...صفحة بيضاء تنتظر أن نخط عليها أحداثا جديدة تمحي أحداثا سابقة مررنا بها وتواريخ سابقة توقفنا عندها لتعلن لنا ميلاد حياة جديدة نسأل الله لنا ولكم أن تكون حياة مليئة بكل ما هو سعيد ...قليلة بها الأحزان شحيحة بها الدموع , حياة تحفر في تواريخها ذكريات جميلة لا تقدر على محوها رياح النسيان .

أحب البدايات فهي تخلق لدينا فرصا وتتيح لخيالنا العنان بالحلم في تحقيق أمانينا التي لم تتحقق , البداية تعني نهاية ما سبق ...صفحة طوت ...سماء جديدة لم تتلبد بالغيوم بعد . في كل مرة في هذا الوقت أسأل نفسي ما هي الأمور اللتي سأبدأ بها وما تلك التي سأتركها خلف ظهري ؟ كل مرة أسأل نفسي ماذا سأغير في نفسي وفي حياتي ؟ السنة الماضية لم تكن سيئة بالنسبة لي كما لم تكن ممتازة ...أفضل ما فيها كان هو خطواتي الصغيرة في التغيير والإقدام على أمور جديدة لم أقترب منها لأسباب شتى منها المنطقي ومنها السخيف , ورغم أن الخطوات صغيرة إلا أنني سعدت بها وجعلتني أنطلق منها برغبة أكبر للتغيير الأكبر دون خوف أو إنكسار أو تردد أو تشاؤم فالنتيجة هنا لا تهم المهم هو الفعل ...التغيير ...التجربة ...الإقدام . كلما نكبر نعرف أكثر قيمة الوقت فنحرص على ألا نجعله ينساب من بين أيدينا لأن ما ذهب منه لن يعود أبدا . أتمنى أن أملك في السنة الجديدة تحكما أكبر في قراراتي وأن أفعل ما لا يجعلني أندم
على ما فات من أيام ضاعت سدى وأتمنى لكم تحقيق ما تشتهيه أنفسكم .


كثيرون من يطالبوني بالكتابة بشكل أكبر , من يفتقدني أو يلومني على الغياب لفترات وينبهني أن الكتابة في مدونة تتطلب التواصل لأن الناس ستنسى من يبتعد وهو أمر صحيح إلى حد ما , بالنسبة لي سبق أن تعذرت بأمور كثيرة وتحججت بأخرى غيرها وحاولت أن ألزم نفسي بل وأرغمها على الكتابة بشكل دوري منتظم ولفترات متقاربة ولكن كل محاولاتي لم يكتب لها النجاح لأنها تغاضت عن حقيقة مهمة وهي أن الكتابة مزاج ( على الأقل بالنسبة لي ) الكتابة كالسيجارة أو القهوة أو أي هواية أخرى وربما أكثر من أي هواية أخرى تتطلب مزاجا وإستعدادا نفسسيا ملائما . حين بدأت في إنشاء المدونة كنت أعلم فقط أنني أحب أن أكتب ولم أكن أعلم فيما لو كان ما أكتبه جيدا أم لا أو حتى يستحق القراءة وبعدها بفترة أغلب التعليقات التي كانت تصلني تصنف ما أكتب بأنه ظريف ويحمل طابع المرح في الوقت الذي لم أكن أهدف من خلاله إلى تحقيق ذلك أو إلى أن أكون كاتبة ذات نكهة كوميدية مثلا فقد حصل ذلك بالصدفة وحين ركزت أكثر وجدت أن أكثر المواضيع التي صنفت بالمرحة كتبتها وأنا في حالة نفسية مرحة كعادتي في الحديث حين يكون مزاجي مناسبا وهو أمر بطبيعتي لا أتصنعه ...حين أكون فرحة ومبتهجة أكون أكثر إقبالا على التواصل والحديث والكتابة ومشاركة الآخرين وحين أكون مستاءة أو منهكة أو حزينة فأنا أفضل أن أبتعد و أختلي بنفسي ولا أتواصل إلا مع المقربين جدا , لا يستحق الآخرين منا أن ننقل لهم أوجاعنا أو همومنا أو قلقنا ولا جدوى من ذلك أصلا ولأنني لا أريد ألا أن أكون صادقة مع نفسي فأنا لن أكتب حين لا أكون في مزاج مناسب للكتابة خاصة إنني لم أعرف وسيلة للتعبير بها عن نفسي أفضل من الكتابة لذلك لم ولن أرغم نفسي وأجبرها عليها إحتراما لها ولمن يقرأ لي وإحتراما لنفسي التي لم يتسنى لها الكثير من الخيارت والتي أجبرت على الكثير والكثير , أعتقد أنني أستحق أن أمارس شيئا في حياتي بحرية دونما تقيد بوقت أو شخص أو حدث خاصة عند الكتابة لأنها لا تحتمل التصنع وبغياب الصدق لاشيء يستحق أن يقرأ

كل عام وأنتم بخير مرة أخرى