السبت، ديسمبر ٠٨، ٢٠٠٧

قلة من الناس فقط تدلل أقدامها !!

قلة من الناس تدلل أبقارها كما يفعل الدينماركيون ... تلك الجملة التي تعرفونها حتما أو يعرفها عددا كبيرا منكم والتي كانت تتردد في ختام دعاية زبدة لورباك , العبارة التي جعلت الكثيرين ( وأنا أولهم ) أحسد البقرة أحيانا على هذا الدلال الذي لم يتسنى لنا أن نحظى به ! وذلك طبعا دون إنتقاص من قدر البقرة التي تستحق ما يضاهي عطاءاتها اللا محدودة ولو كان مجرد إعلان تجاري لا يخدم الأبقار بأي شكل كان ولكن من منطلق التقدير والإعتراف بالفضل ننتقل إلى دور القدم ...ذلك العضو المهم في أجسادنا والذي تقع على عاتقه مهمة حمل كامل الجسم وتمكيننا من الإنتقال والتحرك بسهولة ويسر.
كم شخص يفكر جديا في تدليل أقدامه أو في راحتها ؟ كم شخص منا يسأل قدمه أولا عن رأيها بالحذاء الذي سترتديه ؟ وكم شخص سيتجاهل ذلك بأنانية وضحالة في التفكير تجعله لا يهتم فيما لو كتم الحذاء على أنفاس قدمه وأعاق دورها أو شوهها واضعا من شكل الحذاء وماركته أولى أولوياته ؟ صدقا أقول أن للقدم دور كبير في حياتنا فراحتنا في السير والحركة تنبعث من راحة أقدامنا وبدون الحرص على راحتنا سنخسر الكثير ...أقول ذلك للأمانة ليس بقصد الفلسفة ولكن لأنني أسمع وأرى بأم عيني المجردة من أي إدعاء ما يؤول إليه إهمال القدم من أمراض وتشوهات ليست بالهينة والأسباب دوما تكون هي الإهتمام بنوع الحذاء وشكله أو ماركته ! أعرف فتيات لا يتنازلن عن الكعب العالي حتى وهن في أواخر أشهر الحمل وأخريات حين يقمن بقياس حذاء ما بقصد شرائه تبدو أقدامهن وكأنها أقدام سحالي ( جمع سحلية ) ! قدم مخفوسه ومنعوية ومليئة بالحراشف أحيانا !
رجال العرب سابقا وربما حتى الآن يتغزلون بجمال القدمين وهناك من الرجال من يحكم على النساء من عنايتهن بأقدامهن فلماذا إذن لا زال العنف على الأقدام مستمرا حتى يومنا هذا بإسم الموضة , المشكلة أنه ليس فقط النساء من يعاني من ذلك بل حتى بعض الرجال وإن كن النساء الأكثر مخاطرة بأقدامهن ...ربما لأن العادة جرت أن المرأة يجب أن تبدو جميلة وأنيقة دائما وتم غسيل أدمغتنا بمعلومات مغلوطة تجعلنا نهتم بجمال شكل الحذاء على حساب القدم وحامل القدم و حتى كرة القدم وحامل الراية !
أقول ذلك وأدافع هذا الدفاع المستميت من واقع تجربة شخصية ...فقد كنت حالي حال البقية لست صديقة مخلصة لقدمي ومن أنصار الكعب العالي أحيانا رغم أنني لست شديدة الإنجذاب للأحذية ولا تهمني كثيرا و(لازلت) غير أنني فعلا لم أكن أحرص على الحذاء المريح ولكن وبسبب أن قدمي مفلطحة كسمك الزبيدي الشامر في المنطقة وعريضة نوعا ما فليس كل حذاء يصلح لي وكما يقول المثل الشهير : مو كل مدلقم يوز ! المهم أنني بعد فترة من المخاطرة والإهمال بدأت أحس بآلام بالقدم ظننت في باديء الأمر أنها بسبب الحسد من بعض الصديقات الدقم اللاتي كن دوما يعلقن علي ب: ناقصج طول عشان تلبسين كعب ! في حين كان السبب ثوالتي ... بعد مراجعتي للأطبة إتخذت قرار جمهوري صادر من الرياسة ويعمم على جميع الدوريات والمخافر يقتضي باختيار الأحذية المريحة والطبية وإن كانت غير جميلة ضاربة بعرض الحائط أي رأي آخر معارض أو منتقد لشكل الحذاء الذي أرتديه حتى لو كان يبدو مثل المحمل وغنوا له أغنية : يامركب الهند يابو دقلين ! وأصبح الكعب العالي مرهونا بالمناسبات والحفلات فقط وحينها فقط شعرت بالتوافق والسلام بيني وبين قدمي وأصبحت أغني لها نحنا والقمر جيران و قد اللي راح من عمري بحبك
حكمة اليوم : لتسعدوا بالحياة أعطوا لأقدامكم الحياة واسمحوا لها بالتنفس...
وخلصت وملصت ويت الدياية وعنفصت
سؤال اليوم : ماهي العلاقة التي تعتقد أنها تجمعك بقدمك ؟ وماذا قدمت لها بالمقابل ؟ وماهو دور الحذاء ( وأنتوا بكرامة ) في حياتكم ؟
لمن يستخف بآخر سؤال نذكره بقصة سندريلا وأن رحلة الزواج بأمير بدأت ب ...جوتي !