من يتابع أعمال رمضان لهذه السنة تصيبه لوثة دماغية تؤدي لخلل في الأعصاب فلا يعرف يضحك أم يبكي أو يقوم بالاثنين معا ! سأذهب معكم في جولة بين القنوات الفضائية نستعرض من خلالها أبرز المحطات وأكثرها إثارة للجدل وطبعا التي تمكنت من متابعتها أو تحملها .
أولا : المسلسلات
مسلسل الخراز : يعرض على قناة دبي , بطولة حياة الفهد وغانم الصالح ونخبة من الفنانين القصة جميلة وإن لم تحمل جديد والإخراج للمبدع عارف الطويل , شعبية حياة الفهد وحرصها على كتابة أعمال من صميم الحياة الخليجية يجعل المشاهدين في ترقب كبير لمتابعته وهو عمل لا يمكننا أن نقول أنه سيء إلا أن وتيرة أحداثه بطيئة حتى الآن وأرجو وكلي أمل بالمخرج ألا يقحم لنا الأحداث كلها في الحلقة الأخيرة كما هو معتاد من المسلسلات الرمضانية , ربما صدى مسلسل الفرية الذي قدمته أم سوزان في رمضان السابق لا يزال متوهجا لدرجة لم نشعر بها ببريق الخراز حتى الآن , أما الإنتقادات فهي بكل بساطة موجهة للمثلة هند التي تنافست معها وبشده ممثلة أخرى تدعى ملاك في الترصص بملابس لا تتناسب مع حرمة الشهر الفضيل ولا مع طبيعة أجسامهم الكروية ! بعدين شنو يعني أصبغ شعري أحمر عشان الدور !؟ مالت عليه من أداء إذا معتمد على لون الشعر ...هذا والأخت مسمية روحها ملاك يعني لو مسمية روحها إبليس مادري شنو اللوك اللي كانت بتسويه لنا !؟ المهم الله يجيرنا ويجيركم من عمى الألوان حتى نهاية المسلسل ويجعلنا نتحمل مهرجان الألوان الفسفورية التي تعرضها لنا هند خاتون وملاك هانم
مسلسل درويش : يعرض على قناة الراي بطولة داود حسين , يحسب لصالح داود خروجه من عباءة البرامج المنوعة والتقليد فيكسب الرهان بقدراته الفنية والتي لا نشكك بها بالتمثيل ورغم أن الحلقة الأولى كانت قوية إلا أن العمل بدأ يسير ببطئ شديد وحتى الآن لم نصل لتصور واضح عن القصة التي يدور العمل حولها , يحسب لهذا العمل مستوى الموسيقى التصويرية العالي جدا والذي يسير بشكل متناغم مع الحوار في كل مشهد , أما الإنتقاد فيذهب بأكمله للمثلة أو المذيعة أو بتاعة كله رانيا السباعي التي تحاول غصب طيب إقناعنا بأنها شبيهة هيفاء وهبي ! فلا أداء ولا حضور والأدهى والأمر أن ذوقها في اللبس يعاني من حالة جفاف أو تصحر ! وأحمل مسئولية هذا العبث الذوقي للمخرج شنو يعني رايحة البحر مكياج كامل وصارخ جنها طالع من كباريه وكشة جنه عافر فيها عتوي وملابس تلمع وإكسسوارات ذهبية وخراخيش وأشياء مدندلة !؟ لو مشهد عرس والا مولد شتسوي !؟
مسلسل الدروازة : بطولة سعد الفرج , جاسم النبهان , يعرض على قناة الوطن ...هذا العمل أعجبت به في البداية كونه يتطرق لقصة حقيقية وقعت أحداثها في الكويت في القرن الماضي وللمرة الأولى يتم تناول هذا الموضوع دراميا ألا وهو تفشي مرض الطاعون في الكويت وما شجعني أكثر أن القصة مستمدة من رواية للكاتب الكويتي هيثم بودي والحوار لكل من الفنان القدير سليمان الياسين والكاتب الكبير والمبدع إسماعيل فهد إسماعيل مما جعلني أستبشر خيرا بمستوى قصة المسلسل وحواراته رغم أنني لست معجبة بالمخرج خلف العنزي ولا أتفق مع رؤيته التي لا يفهمها سواه , المهم العمل جيد من ناحية الديكور والملابس والماكياج ومستوى الحوار وحتى التصوير رغم أنه لا يصور الدروازة إلا من مشهد واحد ولكن ...أستغرب عدم الإستعانة بممثلين معروفين في العمل ! وإن عدنا للقصة نرجع للأمر نفسه الذي تشترك به أغلب المسلسلات هذه السنة الأحداث تسير ببطئ شديد حتى الحلقة العاشرة تقريبا لم يبدأ من القصة سوى الفار اللي يتنطط وينقز من بيت لي بيت ومن بعدها بدأ تدريجيا تفشي المرض داخل البلد ! , نعلم أن لا يوجد أحد عاصر تلك الفترة ولكن إن يموت الناس في الشوارع وتتساقط الجثث في السكك والطرقات أمر غير منطقي وياريت حاول المخرج إيصال فكرته بأسلوب آخر ... سؤال:هل الطاعون ينقل العدوى بالهواء !؟ ماكو إلا فؤادة اتجاوب على هالسؤال ! ملاحظة أخرى دور حارس الدروازة حبذا لو قام به فنان آخر غير محمد حسن فهو ضعيف الأداء ولكنته ليست دقيقة
مسلسل الوزيرة : بطولة عالية شعيب , عبدالرحمن العقل وآخرون , إسم المسلسل الوزيرة ولكننا لم نشاهد به وزيرة حتى الآن ! مثل علك بوسهم الذي بالطبع لا يحتوي على سهم , كل ما شاهدناه عائلة إمرأة عاملة ...فلا يوجد مشاهد تروي مشاكل الوزيرة في الوزارة أو ملامح لعملها والأعباء الملقاة على عاتقها ودورها في الحكومة والمجلس كل ما تم مشاهدته هو مكياج كامل للوزيرة وبناتها وسكرتيرتها وأختها وصديقات بناتها وبنت أختها و..و ليل ونهار وبدلات وتاييرات أنسام الخلف التي ترتديهن الممثلات أيضا في كل وقت بدءا من الجامعة وحتى غرف النوم وطبعا لابد أن يحتوي العمل على مشاهد تدخين , وشلة متجمعين في الشقة مرة وفي اليخت مرة أخرى , بنات رايحين فيها ,جنس ثالث , واحد هيلقي , امغازل ,نكت... ودور لمياء طارق اللي المفروض يكون لفتاة ساذجة يستغلها شاب وقح ونصاب بأسم الحب والزواج نقول للمياء وغيرها اللوك في المسلسل يجب أن يتسق مع الأداء والشخصية ليوضح لنا أبعاد الشخصية ويبرر تصرفاتها وليس اللوك للتكشخ والترزز وفي هذا الدور لم يشعر أحد بالتعاطف مع لمياء ولم يجد مبرر لتصرفاتها كما لم نجد مبرر لصراخ فوز رغم إعترافنا بجرأتها في التمثيل لأول مرة ولا سبب لأسلوبها الصبياني في الكلام وهي التي يفترض أنها تؤدي دور فتاة رزينة ولا مبرر لصراخ زوجة عبدالرحمن العقل! ولا مبرر لملابس سكرتيرة الوزيرة ذات الطابع الأرجوزي ! ولا مبرر لبدليات أخت الوزيرة ! أما أداء الدكتورة عالية شعيب فحدث ولا حرج لا تمثيل ولا أسلوب ولا تعبير أكثر شي عبر فيها حواجبها ! أرجو المنتجين رجاءا حارا ألا يقدموا لنا في رمضان القادم عمل تمثل فيه حليمة وأمها عالية شعيب حرصا على سلامة المشاهدين وحفاظا على لهجتنا من التكسر
مسلسل آل كبوني ...أقصد عرس الدم : بطولة جاسم النبهان , عبدالمحسن النمر , غازي حسين وغيرهم ويعرض على قناة الوطن وقطر ومادري وين بعد ! المهم هذا المسلسل أعجبني في البداية واخترت من قرادة حظي متابعته واليوم لم أعض بل إلتهمت أصابع الندم والقهر على الوقت الذي أضعته عليه بصراحة لم يغفر الأداء الرائع الذي قدمه كل من جاسم النبهان وعبدالمحسن النمر وغازي حسين وهدى الخطيب ومحمد الصيرفي للعمل ففي بعض الأحيان يصل الممثل المحترف لدرجة الإعجاب بالكراكتر لدرجة التقمص فيختار الدور ويحرص على إتقانه على حساب جودة العمل وتماسكه وهذا ما حصل مع الفنان عبدالمحسن النمر تحديدا الذي أبهرنا بأداءه رغم ضعف العمل. القصة متشابكة وغريبة ومتناقضة شخص يطلق زوجته ويتزوج بإبنة عمه فتتزوج زوجته أخوه دون علمه! وتبدأ بالإنتقام منه وبعد أن يقتل طليقها شقيقه ويحبس لمدة عشرين سنة تظل تربي أبنائها على الثأر من عمهم !وبعد تاريخ طويل من الحروب والنزاعات بين أبناء العم فجأة تغير الخطة مكملة نية الإنتقام فتتظاهر بالصلح وتبادرها عائلة حماها ( طليقها السابق) بالمحبة ! فيظهر لنا المسلسل عائلة تركي التي كل أفرادها أغبياء وطيبين ونيتهم صافية أو ملائكة بتعبير آخر وعائلة أحلام هي عائلة الأبالسة الذين لا يتوانون عن إقتراف كل أنواع الجرائم من سرقة وقتل وغيرها ! إبن العم يتهدد على بيت عمه متوعدا بقتل إبنهم وهم يوافقون فيما بعد على زواجه من ابنتهم ! بنت تركي المدرسة توافق على الزواج من ابن عمها ومع هذا لم تتحدث معه ولامرة وبعد الملجة ( عقد القران ) تسأله : شنو تشتغل !؟ شي جميل والله! وطبعا كي تكتمل بهارات المسلسل لا بد أن يحتوي على مسارات أخرى للإثارة فابنة أحلام الشريرة شاذة جنسيا وهو الدور الذي أصبح محتكرا من قبل الممثلة شجون ...ولا أعلم ما سبب إقحام قصة شذوذ الإبنة وإنحرافها في قصة المسلسل هي ناقصة عقد !؟ المهم البنت الشاذة تتعرف على ابنة عمها المدرسة وترغب بالانتقام منها أو إقامة علاقة معها هذا ما ستظهره الحلقات القادمة شفتوا الأكشن ! بالإضافة إلى الفتيات الشاذات هناك فراشة ( علما أن الحين ماكو فراشات بالمدارس ) سيئة الأخلاق تعرف الطالبات وتساعدهن على الإلتقاء بالشباب خارج المدرسة ! بذمتكم هذي سالفة عاد !؟اشهالمدرسة المنحطة !؟ وي نسيت صج أن حمامة السلام والوايت إينجل المعلمة التي تلعب دورها ميساء مغربي ذات الوجه والشفايف المتفوخة والحواجب الطايرة والأحرف المبلوعة والمختنقة بإسم الدلع هي الجانب المشرف في المدرسة ! فهي السنعة المحجبة الكاملة والكامل ويهه سبحانه! ... المسلسل يشاهد من أجل الضحك على الأغلب لأن من يتابع لن يجد منطقية في تسلسل الأحداث علما بأنه لو تم التركيز على قصة يوسف إبن تركي الإعلامي الذي ذهب لتغطية الأخبار في العرق وقصة حبه للمحامية العراقية ومدى تقبل عائلته وأهله لهذه العلاقة وما تعرض له هناك مع إهمال بقية الأحداث العنيفة وموضوع الثأر والإنحراف والشذوذ لأصبح المسلسل من أقوى الأعمال الرمضانية خاصة أن الممثل عبدالله بوشهري الذي قدم دور يوسف ممثل شاب موهوب يبشر بمستقبل واعد والقصة لم يسبق أن تم معالجتها دراميا .
مسلسلات فجر السعيد : أفضل ما قدمته لنا فجر السعيد هذه السنة هو إفتتاح فناة فضائية وعرض مسلسلاتها حصريا على هذه القناة فهي بذلك قد جنبتنا مغثة متابعة أعمالها أو ممثليها فالكنترول لا يتوقف عن قناتها بتاتا فلانضطر لتحمل التهول ولا الأعمال التي لا زالت تدور في فلك العنف والصراخ الهستيري خاصة إن كانت من إخراج فراج الفراج الذي فتحت له فجر أبواب النجومية حين عهدت إليه بإخراج أعمالها المبدعة فاستبدل صينية الشاي وعبارة : أيوا جاااااي بالكاميرا وعبارة أكشن حيث لا فرق بين المهنتين ولا حدود للإبداع ومشوار الألف مسلسل يبدأ بصينية !
بنت المملكة : زينب العسكري التي أصبحت فجأة كاتبة وسيناريست بالصدفة ! لم يتسنى لي متابعة عملها ولكن حين شاهدت مقدمة مسلسلها التي تقوم هي بإنتاجه أيضا ! إعتقدت أنني أشاهد حلقة قديمة من مسلسلها الذي قدمته في رمضان للعام السابق ! كالعادة تركض وهي تبكي وموسيقى حزينة ! وأجزم أن العمل لن يخرج عن محور الفتاة الجميلة البريئة التي يضحك عليها شاب أو يستغلها أحدهم أو تتهم وهي بريئة يا بيه ! وإن كان ذلك صحيحا فتستحق زينب العسكري لقب نادية الجندي الخليج فالمدعوة نادية الجندي دائما في أعمالها وأفلامها التي تنتجها هي الجميلة التي يموت في دباديبها جميع من في الفيلم وهي البريئة التي تغتصب أو ينصب عليها وفي النهاية تنتقم
ملاحظات عامة :-
- متى يعرف المنتجون والمخرجون أننا بحاجة لتعزيز الجوانب الإنسانية أكثر من الجرأة في الطرح و مشاهدة أساليب الإثارة الرخيصة؟
- لماذا لا يعي بعض المنتجين والمخرجين أن الجرأة في الطرح تكفي بالإيحاء للأمر والتلميح له دون عرض مشاهد مبتذلة ؟
- لماذا يصر بعض المنتجين والمخرجين في الاعمال العربية عامة على تقديم أعمال تحوي مشاهد رقص وسكر ودعارة وشذوذ خاصة في شهر رمضان رغم قدسية هذا الشهر ؟
- لم لا يلجأ المنتجين للكتاب والروائيين الكويتيين أو الخليجيين لكتابة مسلسلات أو لتحويل رواياتهم لعمل درامي ؟
- لماذا وحتى اليوم رغم تعدد الفضائيات وتوافر الإمكانيات الإنتاجية لم يبادر منتج أو مخرج أو مؤلف بتقديم مسلسل عن الغزو أو عن إحدى مجموعات المقاومة الكويتية بأسلوب مشرف وتقنيات عالية تبرز دور أبطال حقيقيين في المجتمع وتعيد عرض حقبة مهمة في تاريخ المنطقة ؟
- يقال أن الثروة القومية حليمة أجرها في الحلقة الواحدة من الفوازير يناهز العشرة آلاف دينار كويتي ! ألم يكن من الأولى إنتاج عمل وطني عن الغزو أو الأسرى يا قناة الراي بهذه الميزانية الضخمة بدل أن تضيع على مكياج وملابس ودلع ومسخرة؟
يتبع
الجزء الثاني : البرامج