الأحد، مارس ١٥، ٢٠٠٩

يحدث في يوم ما

عند المساء :

تذهب للسرير بخطوات متثاقلة , تستلقي , عيناها تحدقان بالظلام

أهاتها تمتزج بالدعاء

تحاول قدر الإمكان البحث عن ذكريات سعيدة ولكن محاولاتها دائما تبوء بالفشل

تقاوم بصعوبة ...بعناء ...ثم تستسلم

تتوحد بها أحزانها ...تهاجمها ومن جبروتها تمكنت حتى من منامها

تهرب إلى النوم لتجد الأحزان تطاردها ...فتحول أحلامها إلى كوابيس

تبكي مخدتها ...تتأوه ...تتألم بصمت



عند شقشة الصباح :



تستيقظ متعبة ...منهكة

تغمس وجهها بماء بارد كي يصحو ...أو تراه قد نام قط !

تخفي شحوب وجهها بالمساحيق علها تخفي آثار أحزانه عن الناس

تموه إنتفاخ جفنيها

تغطي سوادا خيم حول عينيها ولازال يعلن الحداد

ترسم على شفتيها بأحمر الشفاه إبتسامة ...قد تبدو جذابة ولكنها زائفة

تسدل على جسدها ستارة جميلة من الملابس

تبالغ بتأنقها ...تهتم بأدق التفاصيل ...تناسق الألوان , الساعة , الخاتم ,الحقيبة الباهظة الثمن

تستحم بشلال من العطور ...وتخرج



عند منتصف اليوم :

تحجب نفسها الحزينة في قمقم داخلها ...وتحكم إغلاقه

تحاول إشغال نفسها بالعمل , بالحديث ...أو بأي شيء آخر

تتخيل حياة أخرى ...تتخيل نفسها فتاة أخرى في عالم آخر في مكان آخر

تتوهم ...تتظاهر ...تمثل على نفسها قبل الناس

تغرق في الخيال

تصدر منها بضع ضحكات , حفنة كلمات تحاول أن تجترها دائما عند اللزوم

لكن الزيف لا يدوم ...وحدها الحقيقة تدوم





عندما تعود للمساء :

تطلق آهاتها المأسورة داخلها

تكشف النقاب عن روحها

تخلع الزيف الذي سترها

وحدها تواجه عراءا يسكنها

تمسح المساحيق ...تختفي الإبتسامة ...يطل السواد شامتا , يعود التورم للأجفان

تحاول المواربة ...لاتقدر...تستسلم

تذهب للسرير بخطوات متثاقلة ...تسبقها دموعا تواسيها

تستلقي عيناها تحدقان بالظلام

معركة أخرى خاسرة بإنتظارها ومحاولات تبوء دائما بالفشل

مثلما يحدث كل يوم



ظللت أفكر بها طوال الليل ...حزنت لأجلها ...بكيت

وحين يأست من الوسائل التي يمكنني بها مساعدتها

قررت ...ألا أراها بعد اليوم , لذا أول شيء سأفعله غدا صباحا هو ...تحطيم المرآة