الأحد، مارس ٣٠، ٢٠٠٨

الأم المثالية



منذ يومين أو أكثر تابعت بالصدفة مقتطفات من حفل تكريم الأم المثالية ولأنني سمعت عن مثل هذه المسابقة منذ فترة فلم أكن متحمسة جدا لما أتابع خاصة وأن ما شاهدته أكد لي رأيي في هذه المسابقة مع خالص إحترامي للقائمين عليها وأصحاب الفكرة بتنظيمها ولجنة التحكيم ( التي لا أعرف مكونة ممن ! ) وكذلك تقديري الكبير للسيدات اللاتي حصلن على لقب ( الأم المثالية ) رغم إعتراضي على مفهوم المثالية التي على أساسه تم إختيار هؤلاء النسوة .
كل أم هي أم عظيمة بلا شك , فالأمومة ليست بالأمر الهين أو اليسير والأعباء التي تتحملها الأم منذ حملها بالجنين حتى تربيته جسيمة لا يعلم مدى جسامتها سوى من مر بها ولكن لأننا نحن العرب مهوسوون بفكرة الأفضل والأكمل والأمثل ( تذكرت حنظل ولد قماشة p:) إلى الدرجة التي في كثير من الأحيان لا نتفق بها على مفهوم محدد للمثالية وهذا بكل شيء تقريبا لكن حين نفكر بتكريم أمهات لدورهن الفاعل في أسرهن بالدرجة الأولى ومن ثم في المجتمع وتتويجهن كأمهات مثاليات على مستوى البلد ينبغي أن تتوفر لدينا معايير أو أسس محددة توضح المقياس الذي سنختار الأمهات على أساسه وأن يكون هناك نضج أكبر في تفسير مفهوم المثالية وهدف واضح نسعى لتحقيقه من خلال هذا التكريم أو رسالة نقصد إيصالها لبقية النساء . لأنه ومع إحترامي مرة أخرى لمن تبنى هذه الفكرة ومن يقف ورائها إلا أنني لا أشعر أبدا أن هناك جدية وتنظيم بهذه المسابقة ولم ألمس تفاعل واضح وإهتمام من وسائل الإعلام أو الجهات التعليمية أو جمعيات النفع العام وحتى بقية أفراد المجتمع الأمر كله لم يتعدى كونه إحتفال !
وللمرة المليون أقول مع إحترامي لجميع السيدات المرشحات والفائزات كأمهات مثاليات سواء لهذه السنة أو السنوات السابقة ولا أقلل من شأنهن ولكن كان هناك برأيي من هن الأجدر بالتكريم , كما ذكرت سابقا كل أم عظيمة وتستحق أن تكون مثالية رغم أنف الجميع ولكن أن يتم إختيار هذه الأم لتكريمها على مستوى المجتمع فهذا يتطلب بالضرورة أن تكون هذه الأم قد قدمت من التضحيات والإنجازات مايفوق طاقتها ويتم تكريمها كإعتراف من المجتمع بحجم التضحية التي مرت بها وبهدف تسليط الضوء على معاناتها والإشارة إليها كرمز للعطاء والصبر , لأنني لم أجد منطقيا أن تحصل إمرأة ما على لقب أم مثالية لأنها أنجبت دستة أبناء أصبحوا أطباء أو محامين أو مهندسين !! فهل من أنجبت أبناء مدرسين أو موظفين أقل مثالية أم عانت أقل في تعليمهم وتنشئتهم !؟ وما المميز في كون الفرد طبيبا أو مهندسا عن بقية المهن والوظائف الأخرى !؟ هل المهنة هي التي تحدد نجاح الفرد منا أم مدى إخلاصه وتفانيه في عمله والمبادئ التي تربى عليها !؟ كما لم يقنعني أن تحصل إمرأة على لقب مثالية لأنها تزوجت صغيرة في السن ثم أنجبت أبناء واهتمت بتربيتهم وأكملت دراستها العليا , لأننا نتكلم هنا عن أم مثالية وليس إمرأة مثالية وحين أقول أم وليس إمرأة فأنا أقصد تلك التي ضحت حتى بأنوثتها فوأدت إهتماماتها وأذابت نفسها في حياة أبنائها متحملة ظروف قاسية قد تكون مادية أو إجتماعية ولا يقول لي أحد أنهن غير موجودات في مجتماعتنا الخليجية المخملية ونحن بخير ونعمة لأنني لن أصدق ما يقال مغمضة عيني عما أراه وأشاهده في عملي ومعاملاتي مع العديد منهن , نعم هناك من النساء من عانت هجر الزوج بعد تقاعده وهربه إلى إحدى الدول الآسيوية متحملة أعباء الإنفاق على أبنائها وتربيتهن وحدها دون أن تملك شهادة تيسر لها الحصول على عمل ومع ذلك أحسنت تربيتهن.
وهناك المرأة الأمية التي حرصت على ضمان تعليم أبنائها ليضمنوا أعلى المراكز فحرمت نفسها من كل متع الدنيا لتوفر من معاش الشئون وبعض المهن البسيطة ما يلبي إحتياجاتهم . وغيرها إمرأة معاقة متزوجة من معاق وبدون لو يراها أحد لظن أنها تعيش في عالم آخر من شدة بؤس حالها ومع هذا تنظر للدنيا بأمل وإصرار وتعمل رغم ضآلة الراتب كي تربي أبنائها وأخرى كرست حياتها لتعد من إبنها المعاق فردا ناتجا في المجتمع ...وغيرهن كثر ربما لم يسمعن عن مثل هذا التكريم ولا يهتممن به ولكنهن حتما يستحقونه ودور اللجنة المنظمة البحث عنهن وليس إنتظارهن فالغاية من مثل هذا التكريم ينبغى أن تتجاوز حدود التكريم إلى الحد الذي نقول به أن للأم قوى خارقة إن إستخدمتها ستستطيع بها قهر كل الصعاب وهذه الأم نحن نفخر بها والمجتمع ملزم بالإعتراف بدورها وتوفير كل السبل اللازمة لحفظ حقوقها لا أن نجعل من مسابقة الأم المثالية صورة أخرى من صور التباهي الإجتماعي لنصنع به برستيجا مزيف نتسلى به في مجالس الإستقبال .
أمي الغالية... أحبك كما أنت ولم يخطر ببالي يوما أن أقيس مدى ملائمتك لثوب المثالية , رغم كل ما يزعجني بك وكل ما لا أحبه فيك إلا أنني لا أستطيع سوى أن أحبك ...مثالية كنت أم لا ستظلين بنظري أعظم وأحلى أم .

الاثنين، مارس ٢٤، ٢٠٠٨

عودة

هذه المرة ظروف الغياب قسرية , تغييرات كثيرة طالت حياتنا منها الحزين ومنها الجديد ومنها المفرح ... لا مفر من العودة إلى حيث تعشق أناملي أن تعمل لتتواصل معكم .
الله يعيننا وإياكم على لوية الإنتخابات وعلى طاري الإنتخابات وبما أنني أصبحت مؤخرا من أصحاب القروض فهل سينقلب حالي ويدور فيني الزمن وأنتخب نواب القروض ؟ أو القوارض لافرق أعتقد p:


إن كان هناك من ترقبني ( فلم مو تويتي ! ) أو اشتاق لي أو إنشغل باله علي ( مثلا يعني مثلا ) فأنا أعتذر جدا جدا عن ما تسبب به غيابي الإضطراري وإن كان هناك من نساني فأرجو أن يحاول مرة أخرى وإن كان هناك من قال : فكه ...دفعة مردي فأنا سعيدة أنني سأعود لأغثه من جديد ( :