الجمعة، أغسطس ٢٤، ٢٠٠٧

فسوق

بالرغم من شعوري بالإختناق إثر تشابك خيوط الأنشغالات حولي وشعوري بالسحق تحت عجلات ضغط العمل ومتطلباته الروتينية وشعوري بالضياع من إزدحام الأفكار في رأسي ومعاركي المستميتة لضبط إيقاعي اليومي البطيء إلا إنني إنغمست حتى القاع في فسوق إنزلقت إليه بسهولة على يد متمرس محترف يدعى عبده خال جعلني أغيب تماما عن كل ما حولي دون أن أنفصل عنه ! وقليلة هي الروايات التي تبعدنا عن واقعنا وتقربنا إليه بالوقت ذاته ...ولأن الساحة المحلية مؤخرا شهدت أحداثا كثيرة فأنا أخشى فعلا أن نواجه أزمة حرية ويصبح حال شبابنا كحال المحامي أيمن ! وأرجو ألا يأتي اليوم الي يجعلنا نجتر ذكرياتنا حين كنا نتمتع بقدر من الحرية يتلاشى يوما يوما بعد يوم , بالنسبة للبعض التدوين أو الإنترنت متنفسا يحررنا من القيود الغليظة على تصرفاتنا وأفكارنا ويمنحنا فضاءا واسعا للتحليق دون رقابة أو منع وهذا المتنفس بقدر ما يتيح لنا حرية القرار والإختيار بقدر ما يعزز داخلنا رقابة ذاتية تردع أي تصرف أرعن قد يشوب صفاء نوايانا , أخشى أن تغلق في وجوهنا أبواب الهواء ونمنع حتى من التنفس عبر الإنترنت فيختنق من يختنق ويحلق من يحلق بعيدا جدا عن مجتمع يغلق كل يوم نافذة ويبني بدلا منها جدار .
وكما أطالب بالحرية أطالب بالمسئولية ...ومني إلى الزملاء المدونين تحديدا بمزيدا من النضج والوعي فالحرية والديمقراطية لاتعني أن تقول ما تريد بل معرفة كيف تقول ما تريد إن كنا ننشد تعزيز الحوار الحضاري الهادف فالاستهتار الناجم من أحدهم قد ندفع نحن المدونون جميعا ثمنه
من قرأ للمبدع عبده خال أعمالا أخرى رائعة فليدلني عليها وله الإجر إن شاء الله , مع شكري وتقديري وإبتسامتي