الأحد، مايو ٢٠، ٢٠٠٧

داعيات على أبواب العزاء

شهدت الفترة الأخيرة من حياتنا ظواهر غريبة تتناسب جدا مع مصطلح ( عجب عجاب ) الذي أطلقه الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد في قصيدته المشهورة التي تحمل الاسم ذاته ...أتذكر أنه من فترة ومع تنامي ظاهرة التكفير والتحريم والفتاوى التي أصبحت بمتناول الجميع سواء كان مؤهلا للفتوى أم لا !خلاف ما كان سابقا حين كان أهل العلم يتوخون الحذر الشديد في إصدار فتوى مخافة من الله وخشية مما يحدث اليوم من فهم خاطئ للدين , فبرزت لنا ظاهرة ( البدع ) وكان التحذير أن ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) وهكذا ...بدءا بالتحذير من الأحتفالات الدينية بالمولد النبي مثلا وغيرها من مناسبات لأن للمسلم عيدان فقط ,وصولا إلى أن إقامة العزاء لمدة ثلاثة أيام للمتوفى بدعة وختم القرآن للمتوفى بدعة وغيرها من الامور ...غير أنه عندما لاحظنا ظهور الداعيات على الساحة, اللاتي لا يكتفين بإلقاء الدروس والمحاضرات الدينية في إجتماعات معينة أو برامج دينية بل تعداه إلى إلقاء تلك المحاضرات عند مجالس العزاء وأحيانا بمبادرة من الداعية نفسها عن طريق الإتصال بأهل الفقيد وعرض الموضوع عليهم الذي عادة ما يتم في ثالث أيام العزاء ولا أعلم لم لم يقل أحد عن هذه الظاهرة بدعة !؟
أقول ذلك لأنه سبق لي حضور تلك الدروس المقامة في أيام العزاء والتعرف على أكثر من داعية ! لا أنكر أن هناك منهن من يملك سماحة الوجه ورحابة الصدر وجمال الأسلوب في الحديث بيد أنني أتسائل ما حاجتنا للإستماع لتلك الداعيات خاصة في أيام العزاء !!؟
لأنني أعتقدت في البداية أن الهدف هو التخفيف عن أهل المتوفي بذكر الله والتذكير برحمته وضرورة تقبلنا لقضائه وقدره ولكن ما لاحظته لم يكن محصورا بذلك والبعض( وإن كنت لا أشكك بنوايا أحد من الداعيات ولاأقصد الإساءة لهن ) لا يملكن الأسلوب ولا الملكة ولا هم مخولين بشكل من الأشكال بالتطرق لأمور الدين التي يستمع لها فئات متفاوتة بالسن والثقافة مما قد يشكل لبسا في الفهم وهو أمر خطير جدا .
عادة نحن العرب بشكل عام والخليجيين بشكل خاص وإن شغلتنا الدنيا لدرجة أننا لم نعد نتحمل بعض ولا الحفاظ على جسور التواصل بين أرحامنا إلا أننا ولله الحمد لازلنا نحرص على التجمع في الأحزان وذلك ما يبرر حرص الداعيات على إقامة مجالسهن أثناء أيام العزاء لضمان حضور عدد كبير من النساء من مختلف الفئات وهذا ما يبرر إستغرابي من إستمرار هذه الظاهرة على نحو مطرد غير مشروط فاختلط الحابل بالنابل مما جعلها متاحة لمن هب ودب ! نعم فمن لا يملك الحق في الخوض بمسائل الدين هو من الهب والدب ونحن لا ينقصنا في هذا الوقت إيصال رسائل خاطئة أو معلومات مغلوطة عن الدين بسبب جهل أحدهن في بعض الأمور وعدم إلمامها بالإحكام الشرعية بشكل كافي أو بسبب حماسها المبالغ به أو حتى بسبب إيصالها لمعلومات قد تكون مبنية عل قناعات شخصية فالأمر ليس بهذه السهولة وكلنا معرضون للخطأ
السؤال الذي يطرح نفسه : هل يوجد جهة معينة تقوم بإعداد داعيات العزاء بشكل يؤهلهن لإلقاء المحاضرات الدينية أم الموضوع مجرد مجهود فردي وكل وحدة وذمتها !؟ وهل هناك جهة معينة يمكننا الرجوع لها في حال أخطأت إحدى تلك الداعيات بأمر ما بقصد أو بدون قصد ؟ هل يوجد جهة رسمية تضع معايير معينة للداعية وتقوم بتقييم عملها
؟ ومادور تلك الجهة إن تمت مخالفة هذه المعايير ؟ إن كان الخطيب في المسجد يحاسب على ما يقول فما بالك بداعية لا نعرف متى بدأت بالدعوة ! ولا من أين استمدت المعلومات التي تلقيها على مسامعنا
يفترض أننا نعيش في دولة منظمات والفوضى في مثل هذه الأمور لا تجوز . سأعطيكم أمثلة لما يتفوه به البعض من داعيات العزاء ولكم الحكم :
  • إحدى الداعيات تقول : إحذروا يا نساء فإن ملك الموت واقف على الباب ينتظر أي روح سيقبض ! فسارعوا كبار وصغار بكتابة وصياتكن ومن سيغسلكن !!! بالذمة هذا كلام ينقال بالعزا ؟ الناس رايحين يعزون صروعتهم , بدال لا تذكر لهم مثلا أجر المسلم حين يعزي أخاه المسلم وأجر المسلم المبتلى بفقد عزيز
  • غيرها تتحدث عن أفضل الطرق لإزالة شعر الجسم ! اشدخل هالموضوع بالعزا
  • ومنهن من يتخذ مجلس العزا مكان للحث على الصدقات الجارية التي توفرها الجمعية التي تعمل معها أو لها وغيرها تروج لمنتجات تابعة لإحدى الجمعيات مع التذكير بالأجر المترتب على الشراء حيث ريع هذه المنتجات يعود لمشاريع خيرية !

آخر نكتة حين سمعت أن مسئولة في عملي أصبحت داعية وهي التي لم ترد يوما السلام على أحد ! السلام مو قوة اشلونج , ودوما صوتها عالي مع الموظفين من الجنسين لا تحترم أحد , ولم تداوم أسبوعا كاملا على بعضه أو تراقب عمل الموظفين بقسمها ! وتستخدم وقت وأجهزة العمل لطبع وتصوير وسائلها التوضيحية في الدعوة !!

يعني ما نستغرب في يوم تظهر لنا الداعية ال( أن يوجوال) حليمة بولند بعد أن تفشل فوازيرها وينفض من حولها ومن يدعمها ويهاجمها المرتزقه من الصحفيين الذي يطبلون لها ولدلعها وعدساتها ولا تكاد تذكرها قناة من القنوات التي تعاقدت معها بعد ظهور هويلات جدد وتتهرب منها خبيرات التجميل اللاتي ساهمن بنجوميتها الإعلامية ! وهي تحل وتربط في أمور الدين وتروي مذكراتها وقصة توبتها ...وقد توزع أشرطة أناشيد بصوتها فنبدأ عهدا جديدا من الداعيات ذوات مخارج الأحرف المبلوعاااااااااااااااااااااا

تنويه : لا أنقد بقصد الإساءة لأحد ..بل لأنه لا أحد منزه عن النقد